-
ماذا لو تعايشت إيران؟ "الجزء-30"
ماذا لو تعايشت إيران؟ على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة وسياساتها الخارجية قائمة على البراغماتية الصرفة التي تمتزج بالانتهازيّة والمغالطة والزور إضافة إلى علاقاتها المزيفة بكلّ من الولايات المتحدة وإسرائيل منذ ثورة 1979 ومشروعها التوسعي السياسي في منطقة الشرق الأوسط.. التي احتاجت إلى غطاء تعبوي يحقّق سيطرتها على موجة الطمع والتطلعات المتزايدة لتحرير الأراضي المقدسة من الاحتلال الاسرائيلي، مع استمرار العلاقات الاستراتيجية بين مُثلث الزيف عبر الخطاب الأيديولوجي والدعاية العدائية الواسعة لهذا في علاقة سرية غير مشروع بعقد زواج (مسيار) على نحو فعّال حتى قبل الاتفاق الاستراتيجي بين الغرب وإيران تحت غطاء البرنامج النووي.
ماذا لو تعايشت إيران؟ والتبادلات العسكرية السرية في فضيحة “إيران كونترا” الشهيرة، التي تضمنت (2008 صاروخ تاو -2750 صاروخ هاوك -قطع غيار الطائرات الحربية 360 طن ذخيرة- مدرعات M60 - 300 صاروخ AIM-9 Sidewinder - مجموعة متنوعة تعدّ أكثر من 4000 صاروخ)، وغيرها كعملية أوبرا وكثير من الاتفاقيات وانتعاش العلاقات الاقتصادية بين مثلث الشر السري بعد أن تولى آرييل شارون منصب رئاسة الوزراء وأحمدي نجاد، ليدعم ذلك قيام 55 شركة إيرانية بعلاقات تجارية واقتصادية مع إسرائيل مايو 2014، وكان مصطفى أفضلي فرد، المتحدث باسم لجنة المادة 90 من الدستور في المجلس الإيراني، قد كشف عن علاقات بين شركات إيرانية وأخرى إسرائيلية، وإخفاء معلومات عن تلك التبادلات التجارية.
وقد ذكر التليفزيون الإسرائيلي أنّ ما يقارب الـ200 شركة إسرائيلية تتعاون مع إيران، في صفقات اقتصادية وتجارية. بل وبتطوير البرنامج النووي الإيراني، مثل شركة أفريكان إسرائيل أو شركة حاييم، لتطوير وسائل الاتصال الداخلي في عدد من المفاعلات النووية. وفي سياق الاستيراد غير المباشر للبضائع والمنتجات الإسرائيلية، تم تحصين سيارة الرئيس الإيراني بمعدات إسرائيلية.. لذلك فالثُلاثي غير منفصل عن المنطقة ثقافياً وسياسياً وإثنياً، وكلهم عدو مشترك وواحد، تحت شعارات نجحوا بها في خداع العرب بأنها تُعادي إسرائيل وأميركا.
ماذا لو تعايشت إيران؟ وعدم استغلال الحرب الأوكرانيّة التي تسبب بها بوتين لتجاوز أزمتها الاقتصاديّة في وقت تستفيد دول الخليج العربي بذكائها التجاري وعلاقاتها السياسية استفادة كبيرة من ارتفاع سعر النفط والغاز.. خاصة مع الضغوط الداخليّة التي تمارس على إدارة بايدن من أجل رفض الرضوخ للشروط الإيرانيّة، خصوصاً بعدما تبيّن أنّ العقوبات الأميركيّة أثّرت عليها تأثيراً كبيراً، محاولةً إيران الاستفادة من القرار المتخذ أوروبياً بالاستغناء عن الغاز والنفط الروسيين، وهو ما وجد دعماً غير محدود من مجموعة الدول الصناعيّة السبع (G7) في بافاريا.
ماذا لو تعايشت إيران؟ وأخذ وردّ قطر مع "النظام الخميني" في حال كانت رغبت في زيادة إنتاجها من الغاز لتلبية الطلب العالميّ، والبلدان يتشاركان في أحد أهمّ حقول الغاز البحريّة في العالم (حقل غاز القبة الشمالية)، وحاجتهما في الوقت الراهن لتطويره حيث قد تُدفَع إيران إلى تطوير صناعات ذات قيمة مُضافة قائمة على الغاز الطبيعي، ومد أنابيب غاز إلى بلدان مجاورة. كذلك الدوحة، ومع ذلك، فإنه من مصلحة العالم ضمان الاستقرار في حقل الغاز الحيوي هذا، وبالتالي تشجيع إيران وقطر في الحفاظ على علاقات دافئة وإدارة مزدوجة مسؤولة، وبالتالي يكون قد سهّل على قطر لعب دور الوسيط بين إيران وأميركا. فهل ستتغير إيران أم لا؟ نعتقد لا ولن تتعلم خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار تجارب الماضي.
ليفانت - خالد الجاسر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!